السلام على الزهراء و ابيها و بعلها و بنيها
و لعنة الله على ظالميها
لم تكن فاطمة الزهراء عليها السلام عندما وقفت تطالب بحقها في فدك تهتم بفدك من الناحية المالية، لأن الدنيا لا قيمة لها عند فاطمة التي تعوّدت على حياة التقشف والبساطة، وكما
قال الإمام علي
وهو يتحدث عن الدنيا:
“… نعم، كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غدٍ جدث…”لقد كانت فدك في نظر الزهراء عليها السلام جسر العبور إلى حق الإمام علي
في الخلافة، وقد نقل أن هارون الرشيد عرض على الإمام موسى الكاظم
أن يحدّ له
فدكاً ليرجعها لورثة فاطمة، فحدّد الإمام فدكاً بحدود الدولة الإسلامية كلها.
لقد كانت فاطمة الزهراء عليها السلام بمطالبتها بفدك تريد أن تفضح الأكذوبة، لأن القضية ليست قضية مال تريد تحصيله، وإنما هي قضية اعتداءٍ على حكم شرعي من أحكام الله:
“أترث أباك ولا أرث أبي”.. كان نقاشها في القاعدة وما تريده هو تثبيت الحكم الشرعي الذي عمل الحكم والخليفة على تجاوزه، وكانت أول خطوة قام بها هي خطوة إبعاد حكم من
أحكام الله انقياداً للمصالح الضيِّقة.
و مع أننا نعلم أن حياتها وعلى قصرها كانت زاخرة بالعبر والدروس والتعاليم والعبادة والجهاد.. إلا أن ما وصلنا عنها قليل جدا لا يكاد يذكر من فضائلها عليها السلام ونستطيع أن
نقول إنه ورغم كل ذلك الظلم التاريخي الذي طال سيرة سيدة نساء العالمين عليها السلام، فإن ما وصلنا منها وعنها و إن قل فهو كفيلٌ في إعطائنا المثل الأعلى والنموذج الأكمل
للإنسان المسلم.
وعندما طاف بها الإمام
على جموع المهاجرين والأنصار، تحدثت معهم عن الحق وأعلنت غضبها للحق لا للذات. لقد كانت قضيتها كلها أن ترى الحق يعطى لأصحابه
ويوضع الإمام علي
في الموضع الذي وضعه فيه الله ورسوله، لأنها تعتقد أن الإسلام سينمو ويسمو ويتقدم ويتعمق ويستقيم ويشتد ساعده عندما يتحرك الإمام علي
في موقع القيادة، لأن علياً
وكما قال عمر بن الخطاب:
”ولو وليهم علي لحملهم على المحجة البيضاء ”ولأنه
لم يكن عنده إلا اللون الأبيض دون اللون الأسود أو الرمادي، ولأن علياً كما قال الرسول
عنه:
“علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار” وقد قالها
:
“ليس أمري وأمركم واحداً، إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم” مسجد فاطمة الزهراء عليها السلام في بستان فدك
شباك مسجد فاطمة الزهراء عليها السلام المشرف على بستان فدك
نخيل منكسر في بستان فدك
انقاض منازل في منطقة فدك
السلام على الزهراء و أبيها و بعلها و بنيها و لعنة الله على ظالميها