أزف أسمى آيات الفرح والسرور الى مقام المولى صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه
بمناسبة ميلاد جدته فاطمة الزهراء عليها السلام...
بعدما وضعت خديجة ابنتها الزّهراء ، فيذاع النّبأ ، وتردّد أصداؤه في كل أُفق ليبلغ كلّ مجاهدٍ من أتباع محمد ( صلى الله عليه وآله ) ...
ولدت فاطمة المباركة في وقت كانت أُمُّها تنتظر مولودتها بفارغ صبر ولهفة شوق لتميط عنها الوحشة التي فرضتها عليها قريش.
وكان لهذا النّبأ صداه العميق في النفوس المجاهدة الصّابرة في المعترك وفي جميع الجبهات التي تملكها دعوة الله في مكة ، وسرى النّبأ إلى القائد محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأشرق وجهه بالبشر وتهلل فرحاً وسروراً ، وأسرع إلى خديجة ليبارك لها في مولودتها المباركة ، وكان أول بادرةفاه بها
وراحت تتغدّى بلبن أُمها السيّدة خديجة ممزوجاً بالهداية ، فراحت تنمو روحياً وفكرياً كما تنمو جسميّاً وفسيولوجيّاً ، وكان اهتمام محمد بها منقطع النّظير ، ولكنّ هذا الإهتمام لم يكن مجرد اهتمام عاطفيّ تفرضه عاطفة الابوة فحسب بل كان هذا الإهتمام مقصوداً وهادفاً ، حيث رأى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في ولادة فاطمة ولادة الإمداد الرّسالي لأنّ فاطمة ستكون وعليّ ( عليه السلام ) مدرسة يتخرّج في أحضانها قادة الأمة المخلصين المتمثلين بأئمة أهل بيت الرسالة المعصومين
وهنا تتجلّى حقيقة أُخرى : هي أنّ اليد التي صنعت من فاطمة أُمّاً للقادة المعصومين هي نفسها اليد التي صنعت من عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أباً وزعيماً لهم حيث كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد ربّى عليّاً في بيته يوم أملق عمّه ، فلم يكن اختياره لعليّ قد صدر كما تصدر الأعمال العفوية وإنما كان ذلك وفق تصميم غيبيًّ رصينٍ لكي تكون بيئة عليٍّ هي نفسها بيئة فاطمة ... ولكي يكون التوجه واحداً والتربية واحدة ، ولكي ينشىء عليّ وفاطمة ـ بعد زمن ـ مدرسة الإمامة لتكون الإمداد الرسالي لرسالة محمد ( صلى الله عليه وآله ) وفقاً للإرادة الإلهية المرسومة.
وترعرعت فاطمة في بيت الرسالة المقدسة حتّى نبت لحمها على الهدى وجرى مع دمها شعاع الإيمان لكي تشعّ على الدنيا أنوار الهداية بعد أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن طريق القادة الذين يتخرجون في مدرستها ـ مدرسة الوحي والإيمان ـ.
وهكذا آن لفاطمة أن تتلقّى تعاليم الوحي تلقي تنفيذٍ وتمثيلٍ على فكرها وسلوكها وكلّ ألوان نشاطاتها
أبارك لكم جميعا بذكرى ميلاد أم أبيها البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء ع
أعادها الله علينا و عليكم بكل خير
نســــــــــألكم الدعاء بهذه الليله العظيمه ..