& همـس الليـل & مشرفه
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 الاوسمه : مشرفه مميزه عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:37 am | |
| | |
|
& همـس الليـل & مشرفه
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 الاوسمه : مشرفه مميزه عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: رد: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:40 am | |
| الإمام أبو محمد الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين حملوا رسالة الإسلام، وتبنوا أهداف الدين الحنيف، ووهبوا حياتهم في سبيله، ووطّنوا أنفسهم لمواجهة الكوارث وتحدّي الصعاب والشدائد من أجل نشر قيمه وأهدافه، فما أعظم عائداتهم عليه، وما أكثر ألطافهم وأياديهم على المسلمين
لقد كان هذا الإمام العظيم فذّاً من أفذاذ العقل البشري بمواهبه وطاقاته الثقافية والعلمية، كما كان بطلاً من أبطال التاريخ، وذلك بصموده أمام الأحداث، وبإرادته الصلبة تجاه الحكم العباسي المنحرف، فقد تمرّد الإمام على نُظُمه الفاسدة، وسعى إلى تحقيق الحق والعدل بين الناس
لقد كان الإمام العسكري (عليه السلام) وحيد عصره في وفرة علومه، وأعلم الناس بشؤون الدين وأحكام الشريعة، وإن علماء عصره كانوا محتاجين إلى الانتهال من نمير علومه، ومن مُثُله البارزة
إنه كان أعبد الناس،وقد آثر طاعة الله على كل شيء، وكذلك كان أحلم الناس، وأكظمهم للغيظ، وقد قابل من أساء إليه بالصفح والعفو عنه، وظاهرة أخرى من نزعاته، أنه كان من أجود الناس، وأنداهم كفاً وأكثرهم إسعافاً للفقراء وإعانة للمحوجين، وقد قام بدور مهمّ في إنعاش الفقراء، فقد نصب له وكلاء في كثير من مناطق العالم الإسلامي، وعهد إليهم بتوزيع الحقوق التي ترد إليه، على فقراء المسلمين وضعفائهم مما أوجب إنعاشهم وإنقاذهم من البؤس والحرمان. في حين أنه كان يعيش عيشة الفقراء، فلم يحفل بأي شيء من متع الحياة وملاذّها، شأنه شأن آبائه الذين أعرضوا عن الدنيا وزهدوا فيها
وكان من الطبيعي تقدير الأمة بجميع طبقاتها للإمام أبي محمد (عليه السلام) وتعظيمها له، فقد وقفت على هديه وصلاحه، وعزوفه عن الدنيا، وإخلاصه للحق، وتفانيه في طاعة الله وعبادته، واستبان لها أنه بقية الله في أرضه، والممثل الوحيد كجدّه الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، بالإضافة إلى ذلك فقد تبنى الإمام القضايا المصيرية للعالم الإسلامي، ونادى بحقوق المسلمين، ونعى على حكام عصره ظلمهم للرعية، واستهانتهم بحقوقها فلذا أجمعت الأمة على تعظيمه والولاء له، والاعتراف بقيادته الهامة لها
لقد أدى الإمام العسكري دوره القيادي في رعاية الأمة على الرغم من سياسة الخلفاء العباسيين في اضطهاد الإمام، فضيّقوا عليه غاية التضييق، كما فرضوا عليه الإقامة الجبرية في سامراء، وأحاطوه بقوى مكثفة من المباحث والأمن تُحصي عليه أنفاسه، وتسجّل كل من يتصل به، ولكن لم تُخفي هذه الممارسات التعسفية من ضوء وشعاع الإمام العسكري وظلّ يمارس دوره القيادي في حفظ الشريعة، وإحاطة الأمة بالعلم والمعرفة الصحيحة وانتشال الأمة من الواقع المرير الذي فرضته عليهم السلطات الجائرة في ذلك الزمان
وكان للإمام العسكري الدور الفعال في ذلك
قصة عجيبة للإمام العسكري عليه السلام
روي عن علي بن الحسن بن سابور قال : قحط الناس في زمن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المُصَلَّى يدعون فما سُقُوا
فخرج الجاثليق في اليومِ الرابع إلى الصحراء ، ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب كلما مدَّ يده هطلت السماء بالمطر
فشكَّ أكثر الناس وتعجـبوا وصَبُوا إلى دين النصرانية ، فأنفذ الخليفة إلى الإمام العسكري ( عليه السلام ) – وكان محبوساً – فاستخرجه من حبسه وقال : إلحق أمَّة جدك فقد هلكت
فقال ( عليه السلام ) : إني خارج في الغدِ ، ومزيلُ الشك إن شاء الله تعالى
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الإمام العسكري ( عليه السلام ) في نفرٍ من أصحابه ، فلما بصر بالراهب وقد مدَّ يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه ، فَفَعلَ وأخذ من بين اصبعيه عظماً .
فأخذه الإمام ( عليه السلام ) بيده ثم قال له : إستسقِِ الآن فاستقى وكانت السماء مُتَغَيِّمَةً فتقشَّعَت وطلعت الشمس بيضاء ..
فقال الخليفة : ماهذا العظم يا أبا محمد ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : هذا رجل مرَّ بقبر نبيٍّ من الأنبياء ، فوقع إلى يده هذا العظم ، وما كُشِفَ من عظم نبيٍّ إلا وهَطَلَتِ السماء بالمطر
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
اللهم بحق صاحب هذه الليلة وبحق صاحب القبة المهدومة نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين وتخذل الشرك والمنافقين ومن اراد السوء بشريعة سيد المرسلين وأن تحفظ اتباع اهل البيت من كل سوء لاسيماء إخواننا في العراق ولبنان وفلسطين وفي مشارق الرض ومغاربها وأن تقضي حوائج المحتاجين من المؤمنين والمؤمنات يا أرحم الراحمين
السلام عليك يا بامحمد ياحسن بن علي إنا توجهنا وإستشفعنا وتوسلنا بك لى الله وقدمناك بين يدي حاجتنا ياوجيها عند الله إشفع لنا عند الله
| |
|
& همـس الليـل & مشرفه
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 الاوسمه : مشرفه مميزه عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:48 am | |
| من وصايا الإمام العسكري وإرشاداته لشيعته
تضمّنت وصايا الإمام العسكري (عليه السلام) ورسائله، بيان الأحكام الشرعية ومسائل الحلال والحرام كما اشتملت على خطوط للتعامل مع الآخرين وكان ذلك بمثابة منهاج سلوكي ليسير عليه شيعته ويقيموا علائقهم وفقاً له فيما بينهم وبين أبناء المجتمع الذي يعيشون فيه وإن اختلفوا معهم في المذهب والمعتقد
ومن هذه الوصايا:
1ـ قوله (عليه السلام):
«اُوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث وأداء الأمانة الى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله)، صَلّوا في عشائركم، واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم اذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسَّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتّقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح فإنّه ما قيل فينا من حُسْن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك . لنا حقٌّ في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهيرٌ من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب . أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله)، فإنّ الصلاة على رسول الله عشر حسنات، احفظوا ما وصّيتكم به واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام
2ـ وقال (عليه السلام):
«أمرناكم بالتختّم في اليمين ونحن بين ظهرانيكم والآن نأمركم بالتختم في الشمال لغيبتنا عنكم إلى أن يظهر الله أمرنا وأمركم فإنه أول دليل عليكم في ولايتنا أهل البيت»
وقال (عليه السلام) لهم:
«حدثوا بهذا شيعتنا»
3 ـ وكتب الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) وصيّته إلى أحد أعلام أصحابه، هو علي بن الحسين بن بابويه القمي جاء فيها:
«أوصيك... بتقوى الله وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة فإنّه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة، واُوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر والحلم عند الجهل، والتفقّه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: ( لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى علياً(عليه السلام) فقال: ياعلي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، ومن استخفّ بصلاة الليل فليس منّا، فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا به، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أفضل أعمال اُمّتي انتظار الفرج...»
وبذلك رسم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) منهجاً واضحاً لشيعته للسير عليه وهو يتضمن مبادئ وأحكام الشريعة الاسلامية وما تدعو إليه من خلق رفيع، وحسن تعامل مع الناس سواءاً كانوا موافقين لشيعته في المبدأ أو مخالفين لهم، وتلك هي أخلاق الإسلام التي دعى إليها رسول الإنسانية محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)
4 ـ وصوّر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الواقع الذي كان يعيشه وما كان يحتويه من اختلاف الناس ومواليه بتوقيع خرج عنه (عليه السلام) إلى بعض مواليه حيث طلب من الإمام (عليه السلام) إظهار الدليل، فكتب أبو محمد (عليه السلام):
«وإنما خاطب الله عز وجل العاقل وليس أحد يأتي بآية ويظهر دليلاً أكثر مما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين، فقالوا: ساحر وكاهن وكذّاب، وهدى الله من اهتدى، غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس وذلك إن الله عز وجل يأذن لنا فنتكلم، ويضع ويمنع فنصمت، ولو أحب أن لا يظهر حقاً ما بعث النبيين مبشرين ومنذرين يصدعون بالحق في حال الضعف والقوة، وينطقون في أوقات ليقضي الله أمره وينفذ حكمه
الناس في طبقات شتى، والمستبصر على سبيل نجاة متمسك بالحق، متعلق بفرع أصيل غير شاك ولا مرتاب، لا يجد عنه ملجأ، وطبقة لم تأخذ الحق من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه، ويسكن عند سكونه، وطبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد على أهل الحق، ودفع الحق بالباطل، حسداً من عند أنفسهم فدع من ذهب يذهب يميناً وشمالاً فالراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جَمعها في أهون السعي، ذكرت ما اختلف فيه موالي فإذا كانت الوصية والكبر فلا ريب ومن جلس مجالس الحكم فهو أولى بالحكم، أحسن رعاية من استرعيت وإياك والإذاعة وطلب الرياسة فإنهما يدعوان إلى الهلكة أسلوب الإمام في التربية :
كان " الحسين " وهو من ذرية الإمام الصادق ( عليه السلام ) يسكن ( قم ) وكان يعاقر الخمرة ، فانطلق يوماً إلى منزل " احمد بن إسحاق الأشعري " وهو وكيل الإمام الحسن ( عليه السلام ) فلم يأذن له ولم يستقبله لما يعرفه من أخلاقه .فعاد " الحسين " إلى بيته وهو يشعر بالحزن على هذه الإهانة
وصادف أن توجّه احمد بن إسحاق إلى الحج ، فلما مرّ بالمدينة وأراد أن يتشرف بلقاء الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، طلب الإذن بالدخول فلم يؤذن له فشعر بالحزن وظلّ مرابطاً في الباب حتى أذن له الإمام
سأل أحمد بن إسحاق الإمام عن سبب ذلك ، فقال له الإمام :
لقد عاملتك بمثل ما عاملت ابن عمي ، وحجبتك كما حجبته فقال : احمد بن إسحاق : يا سيدي إنه يشرب الخمر وقد حجبته لذلك فأردت أن ينتبه ويتوب فقال الإمام : إن أردت له الهداية فقد أخطأت الطريق وعاد احمد إلى قم ، وجاء الناس يهنّئونه ويباركون له حجه بيت الله فلما دخل "أبو الحسن" هبّ احمد لاستقباله وعانقه ، وأجلسه إلى جانبه فتعجب أبو الحسن من ذلك وسأله عن السبب عن صدّه بالأمس واستقباله الحارّ اليوم ، فحكى احمد ما جرى له مع الإمام فأطرق أبو الحسن برأسه حياء وعزم على التوبة ، وعاد إلى بيته ، فحطّم آنية الخمر ولازم المسجد
حكايتان :
كان الإمام في السجن ، وكان المشرف على السجن " صالح بن وصيف " ، فأمره العباسيون بالتضييق على الإمام ، فقال : ماذا اصنع وقد وكّلت به رجلين من شرّ خلق الله ، فصارا من العبادة و الصلاة إلى أمر عظيم
ثم أمر بإحضار الحارسين ، وقال لهما : ما شأنكما في أمر هذا الرجل ؟ فقالا له : ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه ، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة
كان الأتراك يسيطرون على السلطة ويتلاعبون في الخلافة . . يقتلون من يشاءون وينصبون من يريدون . وعندما تولى المعتمدُ الخلافة كان متشائماً لأنه لا يدري كم سيحكم . . ثلاثة اشهر أو أكثر . وكان يعرف منزلة الإمام عند الله ، فطلب منه أن يدعو له بطول العمر فدعا له الإمام فبقي في الخلافة أكثر من عشرين سنة
فيلسوف العراق :
كان " إسحاق الكندي " فيلسوف العراق في زمانه ، وكان قد بدأ بتأليف كتاب حول تناقض القرآن . ودخل أحد تلاميذ الكندي على الإمام الحسن ( عليه السلام ) فقال الإمام : أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟
فقال التلميذ : أنا لا أستطيع الاعتراض عليه فقال الإمام : قل له حضرتني مسألة أسألك عنها : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن ، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم به منه غير المعاني التي قد ظننتها ؟ فإنه سيقول : إنه من الجائز ، لأنه رجل يفهم إذا سمع ، فإذا أوجب ذلك فقل له : فما يدريك لعلّه قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه فتكون واضعاً لغير معانيه
سأل التلميذ أستاذه الكندي بذلك ، فقال الكندي أعد السؤال ، فأعاده إليه . فأطرق الفيلسوف مفكراً ، ورأى أن ذلك محتمل في اللغة وسائغ في النظر ، فأنهارت بذلك الفكرة التي نهضت عليها نظريته ، وقام فأحرق الكتاب
رسالة إلى أحد أصحابه :
كتب الإمام رسائل عديدة إلى أصحابه يعظهم فيها ، ومنها هذه الرسالة التي بعثها إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين والجنة للموَّحدين ، ولا عدوان إلاّ على الظالمين ، ولا إله إلاّ الله أحسن الخالقين والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين
عليك بالصبر وانتظار الفرج ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال " أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج " ، ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) " يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " فأصبر يا شيخي يا أبا الحسن فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته وصلّى الله على محمد وآله
استشهاد الإمام :
كان عمر الإمام الحسن ( عليه السلام ) 4 سنوات عندما استدعي والده الإمام الهادي إلى سامرّاء ، وقد خضع لمراقبة الحكام منذ ذلك التاريخ ، فتعرض لمضايقات الخلفاء ، وأُودع السجن عدة مرّات إلى أن استشهد مسموماً في 8 ربيع الأول سنة 260 هجرية
ودفن إلى جانب والده حيث مرقده الآن في مدينة سامرّاء
لقد خضع الإمام لمراقبة السلطات لأن كل الروايات الواردة عن النبي كانت تؤكد على أن المهدي هو الإمام الثاني عشر وهو من ولد الإمام الحسن العسكري ، لذلك كانت السلطات تخشى ظهور الإمام المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً . ولكن الإمام الحسن ( عليه السلام ) نجح في إخفاء الوليد المبارك رغم صعوبة الظروف . وقد حاول "جعفر الكذاب" وهو أخو الإمام انتهاز الفرصة للإعلان عن إمامته ، وكان الحكام يشجّعونه على ذلك ، ولكن الله أحبط مساعيه عندما ظهر الإمام المهدي وهو صبي فجأة وصلّى على جثمان والده ، ورآه الكثير من الناس فآمنوا بإمامته وأنه هو المهدي المنتظر
| |
|
& همـس الليـل & مشرفه
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 الاوسمه : مشرفه مميزه عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: رد: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:51 am | |
| اغتياله:
ونقل الإمام أبو محمد (عليه السلام) على الطاغية المعتمد العباسي الذي أزعجه ما يسمع من إجماع الأمة على تعظيم الإمام وتبجيله وتقديمه بالفضل على جميع العلويين والعباسيين، فأجمع رأيه على الفتك بالإمام، واغتياله فدس له سماً قاتلاً. فلما تناوله الإمام تسمم بدنه الشريف ولازم الفراش وأخذ يعاني آلاماً مريرة وقاسية وهو صابر محتسب قد الجأ أمره إلى الله
إلى جنة المأوى:
وثقل حال الإمام أبي محمد (عليه السلام) ويئس الأطباء منه وأخذ يدنو إليه الموت سريعاً وكان في تلك المرحلة الأخيرة من حياته يلهج بذكر الله يمجده ويدعو ربه ضارعاً أن يقربه إليه زلفى ولم تفارق شفتاه تلاوة كتاب الله العظيم واتجه الإمام (عليه السلام) صوب القبلة المعظمة وقد صعدت روحه الطاهرة إلى الله تعالى كأسمى روح صعدت إلى الله تحفها ملائكة الرحمن
وهكذا كان موته أعظم خسارة مني بها المسلمون في ذلك العصر. فقد فقدوا القائد والموجه والمصلح الذي كان يحنو على ضعفائهم وأيتامهم وفقرائهم وارتفعت الصيحة من دار الإمام وعلت أصوات العلويات والعلويين بالنحيب والبكاء
تجهيزه:
وغسل جسد الإمام وحنط وأدرج في أكفانه وحمل للصلاة عليه فانبرى أبو عيسى بن المتوكل عليه بأمر من المعتمد العباسي وبعد الفراغ من الصلاة كشف وجه الإمام وعرضه على بني هاشم من العلويين والعباسيين وقادة الجيش وكتاب الدولة ورؤساء الدوائر والقضاة والمتطببين وقال لهم:
هذا الحسن بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان، ومن المتطببين فلان وفلان، ثم غطى وجهه الشريف
مواكب التشييع:
وسرى النبأ المفجع في جميع أرجاء سامراء فكان كالصاعقة في هوله وهرع المسلمون إلى دار الإمام وهم ما بين باك ونائح وقد عطلت الدوائر الرسمية والمحلات التجارية وأغلقت جميع الأسواق، وكانت سامراء شبيهة بالقيامة. ولم تشهد في جميع فترات تاريخها مثل ذلك التشييع الذي ضم موجات من البشر على اختلاف طبقاتهم وميولهم ونزعاتهم وهم يعددون فضائل الإمام الزكي ومآثره ومناقبه ويذكرون بمزيد من الأسى واللوعة الخسارة العظمى التي مني بها المسلمون
في مقره الأخير:
وجيء بالجثمان الطاهر تحت هالة من التكبير والتعظيم إلى مقره الأخير فدفن في داره إلى جانب أبيه علي الهادي (عليه السلام) وقد واروا معه صفحة مشرقة من صفحات الرسالة الإسلامية وواروا فلذة من كبد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لقد حظيت سامراء ببدرين من أئمة المسلمين وقادتهم وصارت في طليعة الأماكن المقدسة في دنيا الإسلام وهي حافلة في كل وقت بالزائرين من جميع الأقاليم والأقطار وقد زار المرقدين العظيمين الخليفة العباسي الناصر لدين الله متبركاً ومتقرباً إلى الله تعالى وقد أشار عليه بعض وزرائه بزيارة قبور آبائه من ملوك بني العباس فأجابه إلى ذلك ولما انتهى إليها وجدها مظلمة قد عششت فيها الغربان وعادت مزبلة لما فيها من أوساخ وقمامة وهي ببؤسها تحكي جور أولئك الملوك وظلمهم، فطلب منه الوزير العناية بها وبذل الأموال لإصلاحها ولمن يزورها فأجابه الناصر بالجواب الحاسم المركز على الواقع قائلاً:
(هيهات لا ينفع ذلك ولا يجدي شيئاًَ)
(لماذا يا أمير المؤمنين؟..)
(نظرت إلى ازدهار قبور الأئمة الطاهرين)
(نعم)
(أتعرف السر في ذلك؟)
(لا)
(إن آبائي اتصلوا بالشيطان وهؤلاء السادة اتصلوا بالله وما كان لله يبقى وما كان للشيطان يفنى ويزول)
إنها حقيقة لا ريب ولا شك فيها وستبقى قبور الأئمة الطاهرين عليهم السلام على امتداد التاريخ تحمل شارات العظمة والخلود
وعلى أي حال فقد وقف السادة العلويون وبنو العباس وجعفر أخو الإمام على حافة القبر وأقبلت الجماهير تعزيهم وتواسيهم بمصابهم الأليم وهم يشكرونهم على ذلك وانصرف المشيعون وقد نخر الحزن قلوبهم لفقدهم الإمام (عليه السلام)
عمر الإمام:
توفي الإمام (عليه السلام) وهو في عمر الزهور، فقد كان في شرخ الشباب وزهرته، إذ وافته المنية وهو ابن ثمان وعشرين سنة
سنة وفاته:
انتقل الإمام أبو محمد الحسن العسكري (عليه السلام) إلى جنة المأوى سنة ستين ومائتين من الهجرة في شهر ربيع الأول لثمان ليال خلون منه
الامام العسكري(ع) المحقق لوعد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
سورة النورآية55
صدق الله العلي العظيم
حديثي عن هذه الآية القرآنية يدور في ثلاث نقاط:
النقطة الأولى:
حقيقة الوعد
النقطة الثانية:
بماذا وعد الله المؤمنين في هذه لآية؟
النقطة الثالثة:
الإمام العسكري(ع) المحقق لوعد الله
النقطة الأولى:
وحقيقة الوعد لها ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول :
لابد ان نعرف ان هناك وعد وهناك وعيد ..الوعد للمؤمنين يعدهم الله بالجنة والثواب , قال تعالى(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) سورة النساء آية122 وقال تعالى(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
المائدةآية9
والوعيد للكافرين والظالمين يعدهم الله النار قال تعالى
(وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ)
سورة التوبة آية 68
الاعتبار الثاني:
أن الوعد يجب الوفاء به ،والوعيد لا يجب الوفاء به ،بل إن التنازل عن الوعيد والعفو يعد تفضلا من المتوعد، عند المقدرة طبعا
الاعتبار الثالث:
الإنسان ربما يعد ولكن تعتريه أمور قاهرة تقف بينه وبين الوفاء بوعده، وأما الله سبحانه وتعالى فلا يخلف الوعد لأنه على كل شيء قدير، قال تعالى
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
سورة الروم آية6
النقطة الثانية:
وعد الله المؤمنين في هذه الآية بثلاثة أمور:
الأمر الأول:
الاستخلاف في الأرض بمعنى أن حكومة الأرض ستكون بيد المؤمنين
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ)
ومن يشكك في ذلك فليرمي بذاكرته إلى العصور الغابرة ليرى هل ان الله أعطى زمام الأرض بيد المؤمنين؟
الأمر الثاني:
التمكين للدين في الأرض بمعنى ان الحاكمية في الأرض تكون بيد الدين الإسلامي
( َلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ )
وهذا لم يحصل منذ بدئ الدعوة إلى يومنا هذا ..فمتى سيكون ذلك؟ الجواب : عند ظهور ولي الله الأعظم المهدي المنتظر (عج) كماجائت الكثير من النصوص الشريفة منها ما جاء في كتاب (الفصول المهمة لعلامة المالكية ابن الصباغ) أبو داود والترمذي في سننهما يرفعه كل واحد منهما إلى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أمتي ومن أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً
الأمر الثالث:
الأمان كما قال تعالى(وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) وهذا الأمان لا يكون إلا في دولة الإمام المهدي(عج) ،لأنها أمان واستقرار لأهل الولاية وخوف ورعب لأهل الغواية
النقطة الثالثة:
علينا ان نعرف أيها الأحبة ان الإمام (ع)كان يعيش في عصر يهيمن الأتراك وذلك لأن حكام بني العباس كانوا لا يطمئنون إلى العرب مخافة ان يزاحموهم على الملك فكانوا يجلبون الأتراك لدرء الخيانة التي يحتملونها من العرب .. هكذا كان تصورهم ، وإذا بالأتراك يهيمنون على الدولة الإسلامية فيكون زمام الدولة بأيديهم، فهم الذين ينصبون ويعزلون كما قال الشاعر:
خليفة في قفص بين وصيف وبغا ** يقول ماقالوا له كما تقول الببغا
وقد عاث العسكر الأتراك فسادا في بغداد مما حدا بأهل بغداد ان يقفوا في وجه المعتصم العباسي وقالوا له اما أن تخرج بجنودك والا نرميك بسهام الليل فقال: وما سهام الليل؟ فقالوا: ندعوا عليك في الخلوات فقال :هذه جيوش لا قدرة لي بها ولا طاقة لي على دفعها، فخرج بجنده حتى وصل إلى سامراء
فاستطاب هوائها فنزل بها، وأمر أن تكون معسكراً لجيوشه وجنوده من الأتراك المرتزقة، وكان ذلك في سنة مئتين وإحدى وعشرين للهجرة. لكنه رأى بأن وجود الإمامين(ع) في مدينة الرسول(ص) يشكل خطرا على ملكه فأمر بنقلها جبرا من مدينة الرسول(ص) إلى منطقة العسكر بسامراء تحت الإقامة الجبرية ، وعندها الشّيعة والمحبّون لا يستطيعون التردّد عليه والاتّصال به بسهولة، وبالفعل كان بعض الشّيعة يصل أحياناً إلى دار الإمام بمساعدة بعض العلويّين، كما نقل صاحب كتاب « كشف الغمّة »
وكان العباسيون يهدفون بوضع الإمام في محلة العسكر لعدة أهداف دنيئة:
منها:الحيلولة بين الناس والإمامين(ع) ومنها:ان العسكر لا يعرفون شيئا من الإيمان والتقوى فهم خليط من المنحرفين المرتزقة ،وبذلك يصعب تعامل الإمام معهم والتأثير فيهم. وإذا ببوادر الصلاح بدأت تظهر على قطاعات كبيرة من العسكر متأثرة بشخصية الإمامين الهاديين(ع)
وعندها رأى الحاكم العباسي انه لابد من اعتقال الإمام العسكري وزجه في السجن وبالفعل أودع في سجن علي ابن اوتاش ، وقد كان ناصبيا مبغضا لأهل البيت(ع) فما كانت الا أيام وإذا به تأثر بالإمام فصار مواليا ومحبا لأهل البيت(ع)
وكان الإمام العسكري(ع)يواجه باستمرار اضطهاد الحكومة ورقابتها، وفي إحدى المرّات أُرسل الإمام إلى سجن صالح بن وصيف اثناء حكومة المهتدي، فقالوا له ضيّق عليه ولا توسّع، فقال لهم صالح: ما اصنع به وقد وكلّت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصّلاة والصّيام إلى أمر عظيم، ثمّ أمر بإحضار الموكّلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرّجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النَّهار ويقوم الّليل كلّه لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا
المصدر: الارشاد للمفيد، ص324، مهج الدعوات، تأليف السيد بن طاووس، ص274، البحار، ج50، ص330
وقد سجن الامام ايضا وفي مرّة أخرى سُلّم أبو محمّد (عليه السلام) إلى نحرير (وهو سجان آخر) وكان يضيّق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتّق الله فانك لا تدري من في منزلك وذكرت له صلاحه وعبادته وقالت له أنّي أخاف عليك منه، فقال: والله لأرمينّه بين السّباع ثمّ استأذن في ذلك فأذن له فرمى به اليها ولم يشكّوا في أكلها له، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه (عليه السلام) قائماً يصلّي وهي حوله فأمر بإخراجه إلى داره
المصدر: الإرشاد للمفيد، ص324 ـ 325
وهكذا يكون الإمام محققا لوعد الله ممهدا لدولة الحق التي سيكون على رأسها الإمام المهدي المنتظر(عج) وذلك يعرف من الأطروحة التي تجسدت بها شخصية ا الامام العسكري(ع) اذ أخذت شخصيته تملأ قلوب العصاة ايمانا وإصلاحا بعد ان ملئت قلوبهم عصيانا وبغضا وعداء لأهل البيت(ع)
وكذلك الإمام المنتظر(عج) يخرج فيملئ عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا
الإمام (ع) والحكم:
إنتقل الإمام العسكري (ع) مع أبيه الإمام الهادي (ع) إلى سامراء بعد أن استدعاه المتوكل العباسي إليها. وعاش مع أبيه في سامراء 20 سنة حيث استلم بعدها الإمامة الفعلية وله من العمر 22 سنة. وذلك بعد وفاة أبيه سنة 245ه. واستمرت إمامته إلى سنة 260ه، أي ست سنوات فقط. عايش خلالها ضعف السلطة العباسية وسيطرة الأتراك على مقاليد الحكم... وهذا الأمر لم يمنع من تزايد سياسة الضغط والإرهاب العباسي بحق الإمام (ع) الذي لاقى منهم الحقد والمرارات المختلفة وتردد إلى سجونهم عدّة مرات وخضع للرقابة المشدّدة وأخيراً محاولة البطش به بعيداً عن أعين الناس والتي باءت بالفشل برعاية الله سبحانه
وبالرغم من كل ذلك فإن الإمام إستطاع بسياسته الحكيمة وسلوكه الراقي أن يجهض كل هذه المحاولات مما أكسبه إحتراماً خاصاً لدى أتباع السلطة بحيث كانوا يتحولون من خلال قربهم له إلى أناس ثقاة ومؤمنين وحرصاء على سلامة الإمام. بل استطاع الإمام (ع) أن يفرض إحترامه على أشد الناس حقداً على أهل البيت (ع)عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العباسي الذي يقول بحق الإمام:
"لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه"
أراد الإمام (ع) من خلال مواقفه الحذرة المحترسة في علاقته بالحكم أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت (ع) وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم... فكان الإمام العسكري كوالده مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس. وقد استغل الإمام (ع) هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها. ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية. ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف. وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة، وكانت بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت(ع)، وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها، فكان موقف الإمام تجاه هذه الثورة موقف الرفض بسبب ما ارتكبه من قتل وسلب وإحراق المدن وسبي النساء إلى غير ذلك من الأعمال التي تتنافى مع أحكام الإسلام، ولكنه اثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكي لا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة. ولأنها تساهم في إضعاف حكم العباسيين. مما يؤدي إلى تخفيف الضغط على جبهة الحق التي كان يمثلها الإمام (ع)
وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبة الإمام (ع) بإخماد ثورة الزنج. مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي. فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية، وكان يطلّع عليها وينقحها. كما تصدى للرد على كتب المشككين وإبطالها. ويُروى أنه اتصل بالفيلسوف الكندي الذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القران. فأقنعه بخطئه. مما جعل الكندي يحرق الكتاب ويتوب.. وعمل الإمام على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكل مقومات الصمود والوعي فكان يمدّهم بالمال اللازم لحل مشاكلهم، ويتتبع أخبارهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية، ويزودهم بالتوجيهات والإرشادات الضرورية مما أدّى إلى تماسكهم والتفافهم حول نهج أهل البيت (ع) والتماسهم كافة الطرق للإتصال بالإمام (ع) رغم الرقابة الصارمة التي أحاطت به من قبل السلطة، ويُروى أن محمد بن علي السمري كان يحمل الرسائل والأسئلة والأموال في جرّة السمن بصفته بائعاً ويدخل بها على الإمام (ع) ليرجع بالأجوبة والتوجيهات وبذلك استطاع الإمام (ع) أن يكسر الطوق العباسي من حوله ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل إلى قواعده الشعبية ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها
التمهيد للغيبة:
على أن الأمر الاخر الذي بذل الإمام له كل الجهد هو تهيئة أذهان الناس لتقبّل فكرة الغيبة وتعويدهم على الإلتزام بها، فعمد الى أسلوب السرية في الاتصال بشيعته والابتعاد قدر الامكان عن المجالس العامة وقلّل كثيراً من التواصل مع الأًفراد العاديين من الشيعة وغيرهم كيلا يصل من أخباره للعباسيين شيءٌ. خصوصاً أن الأمر لم يكن خافياً على العباسيين الذين كانوا ينتظرون ولادة المهدي المنتظر بصفته الإمام الثاني عشر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. كما جاء في الروايات. ولذلك قاموا بمداهمات عديدة لمنزل الإمام العسكري (ع) لمعرفة الحوامل من نسائه، لكن الإمام (ع) نجح في اخفاء ولادة خليفته عن عيون السلطة، كما نجح في تهيئة الناس وإعدادهم للتكيّف من الناحية النفسية والاجتماعية مع فكرة الغيبة. فكان يعتمد أسلوب الاحتجاب عن الناس، والاتصال بهم بواسطة المكاتبات والتوقيعات عبر الوكلاء الذين كانوا يتنكّرون في ثياب الباعة ويستخدمون التمويه للإتصال بالإمام (ع)
ومن هنا تحوّلت الإقامة الجبرية للإمام والمراقبة المشدّدة له إلى عامل مساعد وإيجابي بفضل حكمة الإمام
قصة زواجه (ع) من أم المهدي:
تروي كتب السيرة أن الإمام الهادي (ع) بعث أحد خواص أصحابه وكان نخاساً لشراء أمة رومية معينة وصف له أوصافها، وأسمها نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وتعود في نسبها إلى شمعون الصفا أحد حواري عيسى (ع)، فاشتراها النخاس وسلمها إلى الإمام الهادي (ع)، الذي سلمها بدوره إلى أخته حكيمة لتعلمها أحكام الإسلام، وهكذا بقيت نرجس عند حكيمة حتى تزوجها الإمام الحسن العسكري (ع)، فأنجبت له الإمام محمد المهدي (عج)، وهو الإبن الوحيد الذي خلفه الإمام الحسن العسكري (ع)
شهادة الإمام العسكري (ع):
أدرك المعتمد العباسي أن الخطر بوجود الإمام (ع) أكبر من أي خطر اخر يمكن أن يواجهه فأوعز إلى مَن دس له السم في طعامه، وكانت وفاة الإمام (ع) في النصف الأول من شهر ربيع الأول سنة 260 هجرية. تصديقاً لمقولة جدّه الإمام الصادق (ع): "ما منا إلا مقتول أو مسموم" ودفن إلى جانب أبيه الإمام الهادي (ع)
الإمام العسكري (ع) والخليفة من بعده
روى أحمد بن اسحاق بن سعيد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع)، وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن اسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق ادم، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض. فقلت له: يابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء ثلاث سنين، فقال: يا أحمد لولا كرامتك على الله عزَّ وجلَ، وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سُمّي باسم رسول الله (ص) وكنيته الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثل ذي القرنين، والله ليغيبنَّ غيبةً، لا ينجو من الهلكة فيها إلاَّ من ثبته الله على القول بإمامته، ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه
فقال أحمد بن اسحاق:
فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام، فقال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه، ولا تطلب أثراً بعد عين
| |
|
بنووتــــــه حلـــووة المشرف العام
عدد الرسائل : 3284 العمر : 32 الاوسمه : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 10/11/2008
| موضوع: رد: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:53 am | |
| اللهم صلي على محمد وآل محمد
عظم الله أجوركم
ويعطيك العافية همووسة
وفي ميزان حسناتك ياارب
دمتي بود | |
|
& همـس الليـل & مشرفه
عدد الرسائل : 1649 العمر : 35 الاوسمه : مشرفه مميزه عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: رد: استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام 8 ربيع الأول الأربعاء مارس 04, 2009 8:58 am | |
| وردت عدّة وصايا للإمام الحسن العسكري ( ع ) ، نذكر بعضاً منها :
1- وصيته ( ع ) إلى شيعته ، يحدّد فيها المنهج الذي ينبغي عليهم أن يتبعوه في تلك الظروف الصعبة
قال ( ع ) ( أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد ( ص )
صلّوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدّى الأمانة ، وحسن خلقه مع الناس ، قيل : هذا شيعي فيسرّني ذلك . اتقوا الله ، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ، جرّوا إلينا كل مودّة ، وادفعوا عنّا كل قبيح ، فإنّه ما قيل من حسن فنحن أهله ، وما قيل من سوء فما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله ، وقرابة من رسول الله ، وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب
اكثروا ذكر الله ، وذكر الموت ، وتلاوة القرآن ، والصلاة على النبي ( ص ) ، فإنّ الصلاة على رسول الله عشر حسنات ، احفظوا ما وصيّتكم به ، واستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام )
2ـ قال ( ع ) ( ادفع المسألة ما وجدت التحمّل يمكنك ، فإنّ لكل يوم رزقاً جديداً ، واعلم أنّ الإلحاح في المطالب يسلب البهاء ، ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتّى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه ، فما أقرب الصنيع من الملهوف ، والأمن من الهارب المخوف ، فربما كانت الغِير نوع من أدب الله ، والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك ، وإنّما تنالها في أوانها
واعلم أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه ، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها ، فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط ، واعلم أنّ للسخاء مقداراً ، فإن زاد عليه فهو سرف ، وإنّ للحزم مقداراً فإن زاد عليه فهو تهوّر ، وأحذر كل ذكي ساكن الطرف ، ولو عقل أهل الدنيا خربت )
3ـ وصيته ( ع) إلى الفقيه المشهور بابن بابويه ( أمّا بعد ، أوصيك يا شيخي ، ومعتمدي ، وفقيهي - أبا الحسن علي بن الحسين القمّي ـ ، وفّقك الله لمرضاته ، وجعل من صلبك أولاداً صالحين برحمته ، بتقوى الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فإنّه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة
وأوصيك بمغفرة الذنب ، وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، ومواساة الأخوان ، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر ، والحلم عن الجهل ، والتفقّه في الدين ، والترتيب في الأمور ، والتعهّد للقرآن ، وحسن الخلق ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر
قال الله عزّ وجلّ
( لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْـلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ الله فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً )
النساء : 114
واجتناب الفواحش كلّها وعليك بصلاة الليل ، ومن استخف بصلاة الليل فليس منّا ، فاعمل بوصيّتي ، وأمر شيعتي حتّى يحملوا عليه ، وعليك بانتظار الفرج ، فإنّ النبي ( ص ) قال : ( أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج )
ولا يزال شيعتنا في حزن حتّى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي ( ص ) أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً
فاصبر يا شيخي ، وأمر جميع شيعتي بالصبر ، ( إِنَّ الاَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيــنَ )
الأعراف : 128
والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير
كرامات الإمام الحسن العسكري ( ع)
يتميّز الأئمة ( ع ) بارتباطٍ خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب ، بسبَبِ مقامِ العصمة والإمامة ، ولَهُم - مثل الأنبياء - معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى ، وكونَهم أئمة ، وللإمام العسكري ( ع ) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ ، سجَّلَتْها كتبُ التاريخ ، ونذكر هنا بعضاً منها :
الكرامة الأولى :
عن أبي هاشم الجعفري قال : لما مضى أبو الحسن ( ع ) صاحب العسكر ، اشتغل أبو محمّد ابنه بغسله وشأنه ، وأسرع بعض الخدم إلى أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرها
فلمّا فرغ أبو محمّد ( ع) من شأنه ، صار إلى مجلسه فجلس ، ثمّ دعا أولئك الخدم ، فقال لهم ( إن صدّقتموني عمّا أحدثكم فيه ، فأنتم آمنون من عقوبتي ، وإن أصررتم على الجحود دللت على كل ما أخذه كل واحد منكم ، وعاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه منّي )
ثمّ قال : ( أنت يا فلان ، أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟ ) قال : نعم يا ابن رسول الله ، قال : ( فردّه )
ثمّ قال : ( وأنت يا فلانة أخذت كذا وكذا ، أكذلك هو ؟ ) قالت : نعم ، قال : ( فردّيه )
فذكر لكل واحد منهم ما أخذه وصار إليه حتّى ردّوا جميع ما أخذوه
الكرامة الثانية :
قال أبو هاشم الجعفري : إنّ أبا محمّد (ع ) ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه ، فبينا نسير وهو قدّامي وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دين كان عليّ قد حان أجله ، فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه
فالتفت إلي فقال : ( يا أبا هاشم الله يقضيه ) ، ثمّ انحنى على قربوس سرجه ، فخطّ بسوطه خطّة في الأرض ، وقال : ( انزل فخذ واكتم )
فنزلت فإذا سبيكة ذهب ، قال : فوضعتها في خفي وسرنا ، فعرض لي الفكر ، فقلت : إنّ كان فيها تمام الدين وإلاّ فإنّي أرضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها . فالتفت إليّ ثمّ انحنى ثانية ، وخطّ بسوطه خطّة في الأرض مثل الأولى ، ثمّ قال ( انزل فخذ واكتم )
قال : فنزلت ، وإذا سبيكة فضّة فجعلتها في خفي الآخر ، وسرنا يسيراً ، ثمّ انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي ، فجلست فحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ، ثمّ وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ، ثمّ نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه ، فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الاقتصاد ، بلا تقتير ولا إسراف ، ثمّ وزنت سبيكة الفضة ، فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت
الكرامة الثالثة :
روي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ( عل) ، قال : صحبت أبا محمّد ( ع) من دار العامّة إلى منزله ، فلمّا صار إلى الدار وأردت الانصراف ، قال : ( أمهل ) ، فدخل ثمّ أذن لي
فدخلت فأعطاني مائة دينار ، وقال : ( صيّرها في ثمن جارية ، فإنّ جاريتك فلانة ماتت ) ، وكنت خرجت من منزلي وعهدي بها أنشط ما كانت ، فمضيت فإذا الغلام قال : ماتت جاريتك فلانة الساعة قلت : ما حالها ؟ قال : شربت ماء ، فشرقت فماتت
الكرامة الرابعة :
قال أبو هاشم الجعفري : كنت محبوساً مع أبي محمّد ( ع ) في حبس المهتدي بن الواثق ، فقال لي :
( إنّ هذا الطاغي أراد أن يتعبث بالله في هذه الليلة ، وقد بتر الله عمره ، وساء رزقه )
فلمّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولي المعتمد مكانه ، وسلّمنا الله
الكرامة الخامسة :
قال الحسن بن ظريف : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتابة بهما إلى أبي محمّد ( ع ) ، فكتبت أسأله عن القائم ( ع ) بم يقضي ؟ وأين مجلسه ؟ وكنت أردت أن أسأله عن شيء لحمى الربع ، فأغفلت ذكر الحمى
فجاء الجواب : ( سألت عن القائم إذا قام ، يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود ، ولا يسأل البينة ، وكنت أردت أن تسأل لحمى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم : يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبراهِيمَ )
فكتبته وعلّقته على المحموم فبرأ
الكرامة السادسة :
قال علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ( ع ) : كان لي فرس كنت به معجباً ، أكثر ذكره في المجالس ، فدخلت على أبي محمّد ( ع ) يوماً ، فقال : ( ما فعل فرسك ؟ ) قلت : هو ذا على بابك الآن
فقال : ( استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر لا تؤخّر ذلك ) ، ودخل داخل فانقطع الكلام ، فقمت مفكّراً ومضيت إلى منزلي ، فأخبرت أخي بذلك ، فقال : ما أدري ما أقول في هذا ، وشححت به ، ونفست على الناس به ، فلمّا صلّيت العتمة جاءني السائس
فقال : نفق فرسك الساعة فاغتممت ، وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول . فدخلت على أبي محمّد ( ع ) من بعد ، وأنا أقول في نفسي ليته أخلف عليّ دابة ، فقال قبل أن أتحدّث بشيء : ( نعم ، نخلف عليك ، يا غلام أعطه برذوني الكميت ) ، ثمّ قال لي : ( هذا خير من فرسك ، وأوطأ وأطول عمراً )
الكرامة السابعة :
روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال : سمعت أبا محمّد ( ع ) غير مرّة يكلّم غلمانه وغيرهم بلغاتهم ، وفيهم روم وترك وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك ، وقلت : هذا ولد هنا ، ولم يظهر لأحد حتّى مضى أبو الحسن ، ولا رآه أحد ، فكيف هذا ؟ أحدث بهذا نفسي
فأقبل عليّ فقال :
( إنّ الله بيّن حجّته من بين سائر خلقه ، وأعطاه معرفة كل شيء ، فهو يعرف اللغات والأسباب والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق )
الكرامة الثامنة :
قال ابن الفرات : كان لي على ابن عم عشرة آلاف درهم ، فكتبت إلى أبي محمّد ( عليه السلام ) أسأله الدعاء لذلك ، فكتب إليّ أنّه راد عليك مالك ، وهو ميّت بعد جمعة ، قال : فردّ عليّ ابن عمّي مالي ، فقلت له : ما بدا لك في ردّه وقد منعتنيه ؟
قال : رأيت أبا محمّد ( عليه السلام ) في النوم ، فقال : ( إنّ أجلك قد دنا ، فردّ على ابن عمّك ماله )
الكرامة التاسعة :
قال علي بن الحسن بن سابور : قحط الناس بسر من رأى في زمن الحسن الأخير ( عليه السلام ) ، فأمر المعتمد بن المتوكّل الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء
فخرجوا ثلاثة أيّام متوالية إلى المصلّى يستسقون ويدعون ، فما سقوا ، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب ، فلمّا مد يده هطلت السماء بالمطر
وخرج في اليوم الثاني ، فهطلت السماء بالمطر ، فشكّ أكثر الناس ، وتعجّبوا وصبّوا إلى النصرانية ، فبعث الخليفة إلى الحسن ( عليه السلام ) ، وكان محبوساً فاستخرجه من حبسه ، وقال : ألحق أمّة جدّك فقد هلكت . فقال له : ( إنّي خارج في الغد ، ومزيل الشك إن شاء الله )
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن ( عليه السلام ) في نفر من أصحابه ، فلمّا بصر بالراهب ، وقد مدّ يده ، أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ، ويأخذ ما بين إصبعيه ففعل ، وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود ، فأخذ الحسن ( عليه السلام ) بيده ، ثمّ قال له : ( استسق الآن ) ، فاستسقى وكانت السماء متغيّمة فتقشّعت ، وطلعت الشمس بيضاء ، فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمّد ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله ، فوقع في يده هذا العظم ، وما كشف عن عظم نبي إلاّ هطلت السماء بالمطر )
الكرامة العاشرة :
قال محمّد بن عبد الله : وقع أبو محمّد ( عليه السلام ) ـ وهو صغير ـ في بئر الماء ، وأبو الحسن ( عليه السلام ) في الصلاة ، والنسوان يصرخن ، فلمّا سلّم قال : ( لا بأس ) ، فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر ، وأبو محمّد على رأس الماء يلعب بالماء
وردت عدّة كلمات قصار للإمام الحسن العسكري ( ع ) ، نذكر بعضاً منها :
1ـ قال ( ع) ( خير إخوانك من نسي ذنبك ، وذكر إحسانك إليه )
2ـ قال ( ع ) ( أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته )
3ـ قال ( ع ) ( حسن الصورة جمال ظاهر ، وحسن العقل جمال باطن )
4ـ قال ( ع) ( أولى الناس بالمحبّة منهم من أمّلوه )
5ـ قال ( ع ) ( من آنس بالله استوحش الناس ، وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس )
6ـ قال ( ع ) ( جعلت الخبائث في بيت ، والكذب مفاتيحها )
7ـ قال ( ع ) ( إذا نشطت القلوب فأودعوها ، وإذا نفرت فودّعوها )
8ـ قال ( ع ) ( اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شرّه )
9ـ قال ( ع ) ( الجهل خصم ، والحلم حكم ، ولم يعرف راحة القلوب من لم يجرّعه الحلم غصص الصبر والغيظ )
10ـ قال ( ع) ( من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة )
11ـ قال ( ع) ( المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة ، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره ، ولا تدفع بالإمساك عنها )
12ـ قال ( ع ) ( نائل الكريم يحببّك إليه ويقرّبك منه ، ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه )
13ـ قال ( ع) ( من كان الورع سجيته ، والكرم طبيعته ، والحلم خلّته كثر صديقه ، والثناء عليه ، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه )
14ـ قال ( ع) ( السَهر ألذّ للمنام ، والجوع أزيد في طيب الطعام )
15ـ قال ( ع ) ( المؤمن بركة على المؤمن ، وحجّة على الكافر )
16ـ قال ( ع) ( قلب الأحمق في فمه ، وفم الحكيم في قلبه )
17ـ قال ( ع ) ( لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض )
18ـ قال ( ع ) ( من تعدّى في طهوره كان كناقضه )
19ـ قال ( ع ) ( ما ترك الحقَ عزيزٌ إلاّ ذلّ ، ولا أخذ به ذليل إلاّ عزّ )
20ـ قال ( ع ) ( صديق الجاهل تعب )
21ـ قال ( ع) ( خصلتان ليس فوقهما شيء : الإيمان بالله ونفع الإخوان )
22ـ قال (ع ) ( جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره )
23ـ قال ( ع ) ( ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون )
24ـ قال ( ع ) ( خير من الحياة ما إذا فقدته بغضت الحياة ، وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت الموت )
25ـ قال ( ع ) ( رياضة الجاهل وردّ المعتاد عن عادته كالمعجز )
26ـ قال ( ع ) ( التواضع نعمة لا يحسد عليها )
27ـ قال ( ع ) ( لا تكرم الرجل بما يشقّ عليه )
28ـ قال ( ع ) ( من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه )
29ـ قال ( ع ) ( ما من بلية إلاّ ولله فيها نعمة تحيط بها )
30ـ قال ( ع ) ( ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه ) نسألكم الدعاء | |
|