على حبات الرمل .. أم على جدار القلب

على شط البحر رست سفينتي .. استوقفتها جزيرة كأنها حديقة غناء ،، مليئة بالورود تفوح منها رائحة
الريحان والمسك والعود .. ترفرف حولها طيور النورس البيضاء تعانق بأجنحتها كبد السماء ،، هناك
تلمح من بعيد طفلة صغيرة تبدو على ملامحها براءة الطفولة ،، تخط بيديها الجميلتين عبارات على رمال
تلك البقعة البديعة المنظر..
اقتربت يدفعني الفضول لأرى ما خطت يداها من كلام حلو وجميل .. قرأتها لألتفت إليها وسألتها :
ماذاك ياطفلتي الصغيرة ؟؟؟ فأجابت ببراءة : إنها عبارات نسجت خيوطها من شرايين قلبي ،، ونحتها على
جدرانه ،، فأحببت رسمها بيدي على حبات الرمل هنا ،، إنها لأغلى الأحباب .. لأعز الناس .. لمن سكن
القلب والفؤاد .. فأكملت أنا ...
لمن لا نستطيع العيش بدونهم .. لمن تحلو أيامنا بوجودهم .. لمن أحالوا سماء دنيانا جنة زاهرة وربيعاً
أخضر .. لمن نشتاق إليهم ونحن بقربهم ...
حينها ابتسمت الطفلة وأخذت بيدي قائلة : هيا إذن إكتبي عبارة لأغلى الأحباب .. لأوفى الأصحاب ..
فكتبت عبارة منحوتة على جدار قلبي وهي :

نهاية المطاف ،، بقيت هناك لأدعوا من أحب لنعيش دنيا ملؤها الفرح ،، ومهما مرت الأيام ومحيت تلك العبارات من على الرمال ،، فإنها أبداً لن تمحى من على جدران قلوبنا ...
لا تضيع الوقت .. إنحت عبارة لمن تحب على جدار قلبك وكن واثقاً بأنها لن تمحى أبداً ..