الشيعة فقط ؟
منذ سنين وأهل المذهب الشيعي يكفّرون ليل نهار وعلى الأشهاد من قِبل كبار المفتين الوهابية وصغارهم، والشيعة صامتون على هذا الكلام باسم الوحدة الإسلامية التي لا زلنا على العهد معها مهما اختلفت الظروف.
ومع تطور الوضع الشيعي في الوقت الحالي بوجود قنوات إعلامية تعد مقبولة نظير المحاربة الخارجية و الداخلية التي تشن على الشيعة، إلا أن الوضع العام لنا لم يتغير، والذي أحد أسبابه ضعف التمويل والكوادر التي لم تستفد من التجربة الأولى للقناة الشيعية العربية "قناة المنار" التي تعتبر أهم سلاح استخدمته المقاومة ضد العدو الصهيوني في السنوات الماضية، وتكلل استخدامها بجملة انتصارات .
إن من أبرز الأدلة على ضعفنا الإعلامي حتى الآن هو الفتوى التي وجدت على موقع السيد السيستاني والتي تسأل عن الأباظية وكان الجواب كما هو مكتوب كلّ ما خالف مذهب الأمامية الاثنا عشرية فهو باطل، والتي لا تعبر عن ما يقوله السيد ويخرجه من بيانات من حرمة دم المسلم شيعي كان أم سني،بل أكثر من ذلك أنه قال للشيعة خلال الانتخابات أهل السنة هم أنفسكم , ومع ذلك قامت الدنيا ولم تقعد وحتى هذا اليوم والمقالات تكتب في هذا الشأن إلى درجة وصل فيها الأمر إلى أن البعض يطالب بإدانة الفتوى من قبل بعض الشخصيات الشيعية، وكأنهم لا يسمعون أصوات التكفير لجميع المسلمين اليومية من علمائهم، ولا يشاهدون ما في مناهجنا التي ندرسها منذ الصفوف الدراسية الأولى، بينما نحن الشيعة عندما كفر البراك وبن جبرين وشللهم الشيعة كأننا نغط في سبات فلا العلماء في المملكة ولا في الخارج تحركوا بأي شكل من الأشكال ولا المحطات الفضائية الشيعية قامت بأي دور سوا بث الفتوى على الشريط الإخباري لأيام معدودة وفي بعض المحطات ، مع أنه كان من المفترض أن يتم عمل مقاطع أو فلاشات وغيرها كما يتم عمله في قناة المنار تجاه العدو الصهيوني لتسليط الضوء على المنهج التكفيري القمعي.
المثال الثاني هو التفجيرات في العراق و القتل على الهوية الذي يمارس منذ سقوط النظام الفاسد بحق الشيعة حتى وصل بالبعض أن يبكي على شهيد الكفر الزرقاوي، ومع أن الجميع يعرف ذلك، و الفتاوى خيرُ شاهد , إلا أن عدم تسليط الإعلام عليه بشكل واضح جعل الأمر قابل للنسيان، وبمجرد أن بدأت العمليات التفجيرية تتحول إلى الأحياء السنية بدأت المؤتمرات في كل مكان وانتشرت البيانات وجميعها تشير بيد الاتهام إلى الشيعة، وصار الإعلام السني والمواقع الإلكترونية وشيوخهم في كل مكان يركزون على هذا الأمر.
ومن الأمثلة أيضاً، إعدام الطاغية صدام، حيث ركز الإعلام المضاد عليه ليجعله شهيد الأمة، بينما الإعلام الشيعي اكتفى باحتفالية مبسطة ليوم أو يومين من أجل مراعاة الطرف الأخر وعدم الانسياق إلى مهاترات طائفية مع الإجماع التام من قبل العقلاء على أن أبو عداي خارج نطاق الإسلام حتى لو صلى وصام .
آخر الأمثلة اسرد فيها حرقة القلب، موضوع الولاء لإيران الذي يعود من فترة لأخرى بالإضافة إلى حقوق الشيعة في السعودية مقارنة بحقوق السنة في إيران وآخرها كلام أحد الأمراء وهو خالد بن طلال، حين خرج على قناة المستقلة ليعقد مقارنة بين حقوق الشيعة في السعودية وبين حقوق السنة في إيران و أن الشيعة في السعودية يتمتعون بجميع حقوقهم كمواطنين و أخر جملة ليس لي تعليق عليها في الوقت الحالي .
و الكلام الذي يستحق التعليق فعلاً والذي يجب أن يفهمه الجميع من الشرق إلى الغرب أن الشيعة في السعودية مواطنين وليسوا مجنسين لكي يمن عليهم البعض بحقوقهم ويعقد مقارنة بينهم وبين سنة إيران، وإذا كانوا يريدون عقد مقارنة فلينظروا إلى الشيعة في مصر والأردن، الذين ينكل بهم أيما تنكيل، أم أن هذه الدول ليست دول سنية! ثم تعالوا يا أصحاب الولاء للوطن إذا كنتم تجهلون أعداد الذين تطوعوا في الجيش من الشيعة إبان حرب الخليج الثانية خلال فترة احتلال الكويت فأنتم تجهلون حقائق مهمة مع أنهم يحاربون دولة شيعية وهي العراق، وإن كان النظام سني فهذا لا يغيب الحقائق أبداً، ثم انظروا يا أصحاب الولاء للوطن من الذي قام بالعمليات الإرهابية في الوطن؟ وهي بالعشرات من قبل سنوات حتى الآن، بينما الشيعة بعيدون عن هذا المنهج الذي دمر البلاد، ولم نسمع يوماً أن شيعي قام بعملية إرهابية ضد الوطن.
إن ولائنا للوطن ليس من أجل عيون أحد، ولكن من أجل حياتنا نحن وأي شخص أينما ذهب لا يشعر بأمان إلا في وطنه الذي عاش فيه، وأي دولة تعتدي على وطننا صديقة أم عدوة، جميعنا سنقف في وجهها، لأنها تهدد حياتنا، أما منهجها فلا يهم قال الله تعالى: "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، وحتى مسألة التقليد، الكثير من أبناء المملكة يتبعون مراجع في العراق وليس في إيران، لذلك الهدف من تهمة الولاء هو ممارسة القمع والتضييق على الشيعة في المملكة وإباحة دمهم وحرمتهم.