السلام عليك أيها الإمام الهمام
السلام عليك أيها الإمام السلطان
السلام عليك يا شمس الشموس ، وأنيس النفوس ، والمدفون بأرض طوس .
السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن علي ابن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته .
***************************************
ونحن إذ نعيش الذكرى هذه الأيام لولادة ثامن الائمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وضامن الجنة الامام السلطان ، والمدفون في خراسان ، علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وجدت من المناسب أن نذكر بعض الإضاءات من حياة الإمام الرضا عليه السلام ، وبعض الأحداث التي رافقت بزوغ شمس إمامته للفائدة والتأمل .. ونبدأ :
أولا : مولده الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولد الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في سنة 153 من الهجرة النبوية الشريفة ، حيث بلغ عمره المبارك في سنة شهادته 203 من الهجرة ، خمسون عاماً .
ثانياً : لقب عالم آل محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المتفق عليه ان الإمام أبو الحسن الرضا ، قد عاش في كنف والده الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، ثلاثين عاماً ، حيث كان يسعى لتوجيه الناس نحو ابنه الرضا عليه السلام .
وفي مضمون التوجيهات للشيعة لإمامة ابنه الرضا ، ورد أن الإمام الكاظم هو أول من أطلق لقب عالم آل محمد على أبنه الإمام الرضا عليه السلام ..
وهنا سؤال : لماذا حُدد لقب عالم آل محمد بالامام الرضا والحال أن كل الأئمة علماء ؟
الجواب : هناك عدة إحتمالات ولكن شخصياً يظهر لي الإحتمالات التالية :
الإحتمال الأول : لعل بسبب تأكيد والده الامام الكاظم عليه السلام وتوجيه الشيعة إليه وأن الإمامة من بعده إليه ، فكان يطلق في هذه الأثناء لقب عالم آل محمد في حق إبنه الرضا عليه السلام .
الإحتمال الثاني : من سبب إطلاق لقب عالم آل محمد على الامام الرضا ، إلى حجم الدور الكبير الذي قام به الإمام في نشر العلم والمعرفة ، حتى أطلق البعض على تلك المرحلة ، بالفترة الذهبية في رفعة مقام مذهب أهل البيت عليهم السلام ، حيث أخذ عن الإمام ما يزيد عن 300 من العلماء والفقهاء والرواة ، حتى ذكر بعض المؤرخين أنه جمع من مسائل الإمام الرضا (أكثر من خمسة عشر ألف مسألة) ، وقيل لربما بسبب الإنتصار والغلبة للإمام حين إتسعت حركة المناظرات والحوارات مع أصحاب الملل والنحل في تلك المرحلة .
الإحتمال الثالث : لعل سبب إطلاق اللقب لقراءة أبيه الكاظم لواقع الحال في تلك الأيام ومن أجل دفع حالة التشكيك والتوقف في إمامة الرضا عليه السلام من بعده ، ولعلنا نستفيد هذا الإحتمال من أن الإمام سلام الله عليه بقي أربع سنوات من بعد أبيه ، لم يعلن فيها إمامته الشرعية ، وإن كان البعض يقول أن عدم إعلان الإمام بإمامته بسبب بطش وتحفز هارون العباسي بعد اغتيال والده الإمام الكاظم عليه السلام .
ومن المفيد أن نشير كذلك أنه وقع إختلاف لدى العلماء حول من لقب الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام ، بلقب عالم أل محمد ، حيث الأقول عدة ، لتعدد الروايات ، ولكن في الإجمال نقول أن المتيقن من الأقوال هي :
القول الأول : أن من لقبه هو والده الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام .
القول الثاني : أن من لقبه هو جده مولى الموحدين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام .
القول الثالث : أن من لقبه هو فخر المذهب وسراجه الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام .
القول الرابع : أن من لقبه وأعطاه لقب عالم آل محمد ، هو النبي محمد صلى الله عليه وآله ، كما جاء في كتاب الحق المبين في معرفة المعصومين ، وهذا كما يبدو لي ما يمكن الجمع به بين كل الآراء والروايات ، فكل ما يأتي به كل معصوم ، فهو عن النبي صلى الله عليه وآله فتأمل .
::: دفع شبهات :::
:: دفع شبهة الإمام وقبوله ولاية العهد ::
ومن المغالطات التي أشكل فيها البعض ووقع فيها الجدل ، قبول الإمام لمنصب ولاية العهد في زمن المأمون العباسي ، حيث يقول هؤلاء ، كيف للإمام وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أن يقبل ويشارك في حكومة ظالمة وقائمة على البطش والإضطهاد ، وقد وصف البعض فيها المأمون ، بأنه رجل مسرف في سفك دماء المسلمين ؟
الجواب : ببساطة خُفي عن هؤلاء أن الإمام إنما ينطلق من المصلحة الدينية العامة للأمة ، ولهذا أحيا الإمام بقبوله المنصب ذكر أهل البيت عليهم السلام بعد حقبة من الملاحقات والإعتقال للشيعة ، وكذلك السعي للقضاء على خط الرسالة المحمدية ، لذا برزت في تلك الأيام حركة ثقافية يقودها الإمام وحركة شعرية في مواجهة الشعر المبتدل الذي يتجه لمدح السلطان الجائر وتشجيع الغناء .
ومن جهة أخرى يستفاد من الروايات وأخبار الأئمة الأطهار بأن المأمون هدد الإمام بالقتل في حال رفضه لمنصب ولاية العهد الصورية .
:: الواقفية في زمان الإمام الرضا .. صفحة سوداء ::
على أثر عمل الشيعة بأمر التقية ، قبل شهادة الإمام الكاظم عليه السلام ، وبدايات تسلم الإمامة للإمام الرضا عليه السلام ، وعلى أثر القمع والإضطهاد القاسي للحكم العباسي ، إستغل بعض الوكلاء المنحرفين هذه الظروف ، فادعوا أن الإمام الكاظم عليه السلام لم يمت ، وأنه لا زال حياً ، ورفضوا الإنقياد والتسليم لأمر الإمام الرضا عليه السلام ، فأنشأوا بذلك مذهب الواقفة ، أي توقفوا عند إمامة أبيه الكاظم عليه السلام .
ووجدت بعض التفسيرات التاريخية لهذا التمرد ومعصية القيادة الشرعية ، أن الأمر يعود لهذه الفئة ، للمال الكثير من الحقوق الشرعية في أيديهم أثناء سجن الإمام الكاظم عليه السلام وعدم رغبتهم بتسليمها للإمام الرضا عليه السلام ،
فكانت عاقبتهم الظلال والخسران .
نسأل الله الإستقامة والثبات
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين