من الملاحظ إن أكثر المطالبين
بالتعويض هم من الإناث
أمريكية المنشأ والتربية والأصل
لمن
لا يعرفون شيئاً عن تلك «الجوائز} نقول ان تاريخ ميلادها يعود الى العام 1992 عندما
ذهبت عجوز أميركية تدعى ستيلا ليبيك الى أحد أفرع سلسلة مطاعم ماكدونالدز في ولاية
نيومكسيكو حيث تناولت وجبة ثم طلبت فنجاناً من القهوة، الا انها أسقطت الفنجان
سهواً على فخذيها فأصيبت بحروق وتسلخات. وعلى الرغم من أن «ستيلا» هي التي أسقطت
القهوة الساخنة على نفسها، فإنها سارعت الى رفع دعوى قضائية ضد المطعم مطالبة
بتعويضها عن «الاضرار الجسدية والمعنوية» التي لحقت بها. والمدهش في الأمر ان
المحكمة التي نظرت تلك الدعوى قررت أحقية العجوز ستيلا في الحصول على تعويض مادي
مقداره 2.9 مليون دولار أميركي عداً ونقداً!
ومنذ ذلك
الحين بدأت وسائل الإعلام الأميركية في اطلاق اسم «جائزة ستيلا» على أي دعوى
قضائية يكسبها رافعها، على الرغم من سخافة وغرابة مزاعمه التي تصل الى حد التسبب
في وقوع الضرر ثم المطالبة بمحاسبة الآخرين والزامهم بتعويضه مادياً عن أخطاء لم
يرتكبوها أساساً .
وعلى
غرار السنوات التي سبقته، شهد العام 2006 عدداً لا بأس به من الدعاوى القضائية
الأميركية المماثلة التي كسبها رافعوها دون وجه حق (من وجهة نظر الرأي العام على
الاقل)، وحصلوا بالتالي على تعويضات ضخمة لينضموا بذلك الى قافلة الفائزين بـ
«جوائز ستيلا» ذات السمعة السيئة .
وتم
أخيراً الاعلان عن الدعاوى القضائية الأميركية التي احتلت المراكز الخمسة الأولى
بجدارة في قائمة «جوائز ستيلا» خلال العام 2006. والطريف في الأمر أن المركز
الخامس تقاسمته ثلاث دعاوى بعد أن اسفرت المفاضلة بينها عن أن اي واحدة منها لا
تقل غرابة وجموحاً عن أختها
.
وفي ما
يلي سرد توضيحي للفائزين بـ «جوائز ستيلا 2006» ابتداء بالمركز الخامس وانتهاء
بالمركز الأول :
المركز
الخامس
(أ)
بموجب حكم قضائي حصلت
كاثلين روبرتسون (من أوستن، تكساس) على تعويض مالي مقداره 800 الف دولار أميركي،
وذلك بعد أن اصيبت بكسر في عظمة كاحلها بسبب سقوطها لدى تعثرها في طفل عمره سنتان
كان يجري في داخل متجر للأثاثات المنزلية، وجاء ذلك الحكم بمثابة صدمة شديدة
بالنسبة الى مالكي ذلك المتجر، وذلك لأن ذلك الطفل لم يكن سوى ابن المدعية كاثلين
روبرتسون !!
(ب)
أصدرت محكمة في مدينة
لوس انجليس حكماً لصالح كارل ترومان (19 عاماً)، وهو الحكم الذي ألزم جارة ترومان
بدفع تعويض مالي مقداره 74 الف دولار أميركي بالاضافة الى تكاليف علاجه وذلك بعد
أن دهست احدى يديه بإطار سيارتها الى هنا ويبدو الأمر منطقياً، الا انه لن يبدو
كذلك عندما نعلم أن ترومان كان منهمكاً آنذاك في محاولة سرقة قلنسوات (قبعات)
اطارات سيارة جارته التي لم يلاحظ انها كانت جالسة خلف مقود السيارة بينما كان
يفعل فعلته وانها كانت تستعد للانطلاق الى عملها فكانت النتيجة انها دهست يده دون
أن تنتبه إلى وجوده أصلاً !!
(جـ)
الشريك الثالث في
المركز الخامس هو لص منازل يدعى تيرينس ديكسون. فبعد أن انتهى من سرقة بعض محتويات
أحد المنازل في مدينة بريستول، حاول ذلك اللص أن يخرج عن طريق الكراج الا انه لم
يستطع لأن عطلاً مفاجئاً أصاب جهاز التشغيل الأوتوماتيكي الخاص بباب الكراج.
والأسوأ من ذلك هو أن ديكسون لم يستطع أن يعود أدراجه الى داخل المنزل لأنه كان قد
أقفل الباب الذي يربط بين المنزل وبين الكراج. ولأن أصحاب المنزل كانوا مسافرين في
عطلة مدتها 10 أيام، فإن ذلك اللص بقي محبوساً في داخل الكراج لمدة 8 أيام متتالية
اقتات خلالها على مشروب غازي وطعام كلاب جاف عثر عليهما في داخل «سجنه». وبعد
انتهاء تلك الورطة، رفع ديكسون دعوى قضائية ضد شركة التأمين المسؤولة عن ذلك
المنزل حيث طالب في دعواه بتعويضه عن الآلام والاضرار النفسية التي لحقت به بسبب
العطل المفاجئ الذي أصاب جهاز تشغيل باب الكراج الأوتوماتيكي. والمذهل في الأمر هو
ان المحكمة التي نظرت تلك الدعوى استجابت لمطالب اللص واصدرت حكماً يلزم شركة
التأمين بدفع 500 الف دولار أميركي الى ديكسون على سبيل التعويض !!
المركز
الرابع
المدعو جيري ويليامز
(من ولاية آركنسو) حل رابعاً في قائمة «جوائز ستيلا 2006» لأنه حصل بموجب حكم قضائي
على تعويض مالي مقداره 14500 دولار أميركي بالاضافة الى تكاليف علاجه بعد أن تسلل
الى داخل حديقة منزل أحد جيرانه فهاجمه كلب ذلك الجار وعض مؤخرته - مع العلم بأن
ذلك الكلب كان مربوطاً بسلسلة في داخل سور الحديقة
.
ويليامز كان قد طالب في
دعواه التي رفعها ضد جاره بالحصول على تعويض مقداره 50 الف دولار، الا ان المحكمة
خفضت تلك القيمة الى 14500 دولار وقالت في حيثيات حكمها انها وضعت في الاعتبار ان
ويليامز ربما يكون قد استفز الكلب عند قفزه الى داخل الحديقة من فوق السور كما انه
اطلق النار على الكلب من بندقية صيد الا انه لم يصبه
!!
المركز
الثالث
أما «آمبر كارسون»
فإنها استحقت المركز الثالث بعد أن حصلت بموجب حكم قضائي على تعويض مالي مقداره
أكثر من 113 الف دولار أميركي من أحد المطاعم في مدينة فيلادلفيا وذلك بعد أن
تزحلقت وسقطت على أرضية المطعم التي كانت مبللة بطبقة من مشروب غازي كان قد انسكب
عليها للتو. واصيبت كارسون بكسر في عظمة العصعص جراء ذلك الحادث. الا ان «العجب» -
كل العجب - يتجلى لنا اذا عرفنا «السبب» الذي ادى الى تبلل أرضية المطعم بالمشروب
الغازي. فقبل 30 ثانية فقط على حصول ذلك الحادث، نشبت مشادة حادة بين كارسون
ووليفها فما كان منها الا ان قذفت مشروبها الغازي في وجهه فتناثر المشروب على
الأرضية ثم حصل ما حصل... وصدق من قال: «عش رجباً، تر عجباً
».
المركز
الثاني
كارا وولتون، من ولاية
ديلاوير، رفعت دعوى قضائية ضد ملهى ليلي بعد أن سقطت وكسرت اثنتين من أسنانها
الأمامية في اثناء محاولتها الخروج عبر احدى نوافذ حمامات الملهى. وعلى الرغم من
انها كانت تحاول آنذاك أن تهرب عبر النافذة كي تتهرب من دفع الحساب المستحق عليها
للملهى، فإن المحكمة التي نظرت دعواها حكمت على الملهى الليلي بدفع 12 الف دولار
أميركي اليها على سبيل التعويض بالاضافة الى دفع تكاليف معالجة أسنانها !!
المركز
الأول
ميرف غرازينسكي التي
تعيش في ولاية أوكلاهوما، استحقت المركز الأول عن جدارة واستحقاق بعد ان اشترت
منزلاً سياراً يبلغ طوله نحو 10 أمتار وانطلقت به على احدى الطرق السريعة حيث ضبطت
جهاز التحكم الآلي الخاص به على سرعة مقدارها 115 كيلومترا في الساعة ثم غادرت
مقصورة القيادة وتوجهت الى المطبخ في مؤخرة المنزل السيار كي تصنع لنفسها وجبة
خفيفة. وبطبيعة الحال فإن المنزل السيار انحرف تدريجياً عن الطريق وارتطم بحاجز
اسمنتي لينقلب رأساً على عقب في نهاية المطاف. ونجت غرا زينسكي من ذلك الحادث ثم
رفعت دعوى قضائية ضد الشركة المصنعة للمنزل، منوهة في دعواها الى ان تلك الشركة
ارتكبت اهمالاً جسيماً لأنها «لم تشر بوضوح في كتيب التشغيل الى انه لا يجوز
للمستخدم أن يغادر مقعد القيادة تاركاً مهمة توجيه المركبة لجهاز التحكم الآلي».
وبعد نظر تلك الدعوى، قررت المحكمة انه يحق للمدعية ان تحصل على تعويض مقداره
مليون و750 الف دولار من تلك الشركة بالاضافة الى منزل سيار جديد عوضاً عن الذي
تحطم في الحادث.